مكانة بيت المقدس في الإسلام

By Unknown - décembre 29, 2017

مكانة بيت المقدس في الإسلام











مرت بالقدس محن كثيرة على مر العصور تنازع حولها كثير من الشعوب والاديان ، غير ان الاسلام وحده اعطى لهذه المدينة حقها وابعد عنها كل الدعاوى الباطلة للاخرين بما قدم لها من تقديس ينطلق من النصوص الدينية قرآنا وسنة قال الله تعالى : ﴿سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلاً مِّنَ المَسْجِدِ الحَرَامِ إِلَى المَسْجِدِ الأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ﴾ [الإسراء: 1

وقد أُسري بالرسول - صلَّى الله عليه وسلَّم - وعُرِج به إلى السَّماء قبل الهجرة النبويَّة بعام وبضعة أشهر، ويقول الرَّسول - صلَّى الله عليه وسلَّم -: «لا تُشَدُّ الرّحال إلاَّ لثلاثة مساجد: المسجد الحرام ومسجدي هذا والمسجد الأقصى» متفق عليه. ويقول أيضًا: (فُضِّلت الصلاة في المسجد الحرام على غيرِه بمائة ألْف صلاة، وفي مسجدي بألف صلاة، وفي مسجد بيْت المقدس بخمسمائة صلاة) رواه الإمام أحمد. ويقول أبو ذر الغفاري: قلتُ: يا رسول الله، أيُّ مسجد وُضِع في الأرض أوَّلاً؟ قال: (المسجد الحرام)، قلتُ: ثمَّ أيّ؟ قال: (المسجد الأقصى)، قلتُ: كم بينهما؟ قال: (أربعون سنَة) متَّفق عليه

ويقول أبو أُمامة الباهلي: إنَّ رسول الله - صلَّى الله عليه وسلَّم - قال: (لا تزال طائفة من أمَّتي ظاهرين على الحقِّ، لعدوِّهم قاهرين، لا يضرهم مَن خالفهم، حتى يأتيَهم أمر الله - عزَّ وجلَّ - وهم كذلك)، قالوا: يا رسول الله وأين هم؟ قال: (ببيت المقدس وأكناف بيت المقدس) رواه الإمام أحمد في «مسنده»
وبهذه القداسة، وبناءً على هذه المكانة، نظر المسلمون إلى بيت المقدس على أنه مزارٌ شريف، ومنزل مبارك وموضِع مقدَّس كريم، فشدُّوا إليه الرِّحال، وأحرموا منْه للحج والعمرة، وزاروه لذاتِه بغية الصَّلاة والثَّواب، وأحاطوه برعايتهم الدينيَّة الكريمة 

وقد أحْرم الخليفة عمر بن الخطَّاب نفسه للحج والعمرة من المسجد الأقْصى، وقدِم سعد بن أبي وقَّاص قائد جيشِ القادسية إلى المسجد الأقصى فأحرَم منه بعُمرة، وكذلك فعَل الصَّحابة: عبدالله بن عمر، وعبدالله بن عبَّاس، ومحمود بن الربيع الأنصاري الخزرجي
وقد ربى الاسلام المؤمنين على أنَّ بيت المقدس وما حولَه إنَّما هو أرضٌ مقدَّسة، لا نستطيع أن نفرِّط فيها إلاَّ إذا فرَّطنا في تعاليم ديننا. وغنيٌّ عن التأكيد المسلمين هم وحدهم الذين يؤمنون بكلِّ الأنبياء ويكرمونهم وينزهونهم عن كل نقصٍ، بدءًا من آدم وإبراهيم ونوح، وحتَّى موسى وعيسى ومحمَّد - عليهم جميعًا السَّلام - وليس في الدين الاسلامي نصٌّ واحد - لا في القرآن الكريم ولا في السنَّة النبوية الشريفة - يَنسبُ إلى أي نبي فاحشةً أو جريمة أو كذبًا

ولا يُقبل إيمانُ المسلم إلاَّ إذا آمَنَ بكلِّ الأنبياء وأنزلهم جميعًا منزلة كريمة؛ ﴿آمَنَ الرَّسُولُ بِمَا أُنْزِلَ إِلَيْهِ مِنْ رَبِّهِ وَالْمُؤْمِنُونَ كُلٌّ آمَنَ بِاللَّهِ وَمَلَائِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ لَا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِنْ رُسُلِهِ﴾ [البقرة: 285] ﴿قُولُوا آمَنَّا بِاللَّهِ وَمَا أُنْزِلَ إِلَيْنَا وَمَا أُنْزِلَ إِلَى إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ وَالْأَسْبَاطِ وَمَا أُوتِيَ مُوسَى وَعِيسَى وَمَا أُوتِيَ النَّبِيُّونَ مِنْ رَبِّهِمْ لَا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِنْهُمْ وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ﴾ [البقرة: 126]. وبالتَّالي، وانطلاقًا مِن هذا الإيمان الكامل نقف نحن - المسلمين - حُماة لكل التراث والمقدَّسات الدينيَّة السَّماويَّة، وذلك بأمر دِيننا الذي مثَّل آخِرَ حلقة في سلسلة الوحْي السَّماوي، والذي حمل أتباعه - نتيجة هذا - مسؤولية إنسانيَّة عامَّة: ﴿كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ﴾ [آل عمران: 110]

  • Share:

You Might Also Like

0 commentaires